• الساعة الآن 05:23 PM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

البراشي يبتكر الحل السحري: المرأة هي المشكلة والباص الوردي هو العلاج

news-details

خاص-النقار

لا تنتهي عجائب البراشي ولا أفكاره الغريبة التي تخرجه عن كونه مديرا لإدارة مرور في عاصمة نسيت فعل السير من كثرة الشوارع المحفرة وانعدام لوحات المرور. فالرجل يجتهد في ساعات القات ليصل سريعا إلى الساعة السليمانية، وعندها يكون قد خلص إلى ترجمة "الخذة" إلى أفعال.
فباعتباره اللواء الدكتور فإن البراشي هو "قائد التغيير في شرطة المرور والمسؤل الذي لا ينام، فكما هو متواجد في المكتب لتسيير الاعمال وفي الادارة لضبط النظام وفي ورشات العمل لرفع مستوى اداء الافراد فهو متواجد ايضاً في الشارع ليرى ويعقب على الافراد بنفسه ويساعد في تسيير وفك الازدحامات وحل الاشكاليات ويتاكد من مدى التزام وسير الجميع بما هو مخُطط له...."، حسب ما ورد في صفحة اليمن بعيون محبيه على فيسبوك، وبالتالي "تقديرًا لجهوده المتميزة، كرمت وزارة الداخلية اللواء البراشي بدرع تكريمي، مشيدةً بالنقلة النوعية التي شهدها قطاع المرور تحت قيادته".
من مظاهر تلك "النقلة النوعية" على سبيل المثال، إنشاء إدارة جديدة تحت مسمى الخير والإحسان تكون خاصة بتلقي التبرعات والهبات، أو إقامة مزاد بيع أرقام مميزة، وكذا معالجة ازدحام السير بنظام الزوجي والفردي لعمل الباصات. 
وليس ذلك فحسب، بل ها هو يوجه بإعداد دراسة شاملة لتخصيص باصات أجرة مخصصة لنقل النساء في أمانة العاصمة، وذلك "من منطلق حرص وزارة الداخلية على معالجة الإشكاليات المجتمعية بأساليب عملية ومدروسة". 
هذا "التوجه" كما يسميه البراشي "يأتي استجابة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأعراف اليمنية الأصيلة التي تضع للمرأة مكانة رفيعة"، حيث أن "المبادرة تسعى لمنع أي مضايقات أو تصرفات غير لائقة قد تتعرض لها النساء أثناء تنقلهن في وسائل النقل العامة"، وبالتالي هي "خطوة تهدف إلى توفير وسيلة نقل آمنة تحفظ كرامة المرأة وتصون خصوصيتها، بما ينسجم مع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع اليمني".
وبحسب توجيهات البراشي فإن "هذه الدراسة ستتضمن تحديد مواصفات الباصات والعلامات المميزة لها واختيار السائقين المؤهلين وتحديد خطوط السير المناسبة...". 
هكذا يكون البراشي قد حفظ للنساء اليمنيات "كرامتهن"، ليس عبر إصلاح الطرق أو تنظيم السير أو حتى ضبط السائقين المستهترين، بل عبر عزل نصف المجتمع في باصات خاصة، ربما يقترح لونا ورديا لها، وكأن المشكلة المرورية كلها تختزل في وجود المرأة على المقعد المجاور.  
ومن يدري، ربما سيُصدر في قادم الأيام قرارا مروريا أكثر "حكمة"، يقضي بمنع خروج المرأة من منزلها نهائياً، وأن أي امرأة يتم رصدها في الشارع أو خارج بيتها ستُغرم مخالفة مالية وتُقتاد إلى الحجز في حوش المرور، حتى توقع تعهداً بعدم الخروج ثانية، وذلك "صوناً لكرامتها" وحفاظاً على "الهوية الإيمانية".
بهذا المنطق تصبح الإشكالية المرورية ليست في الشوارع المحفرة، ولا في غياب الإشارات، ولا في الباصات المتهالكة، ولا في السائقين الذين يتفننون في الفوضى، بل في المرأة نفسها، التي تُعامل كأنها السبب الوحيد للازدحام، وكأنها هي التي تعرقل السير وتُربك النظام العام.
تبقى فقط الإشارة إلى أن رسالة الماجستير الخاصة ببكيل البراشي، قبل أن ينال اكتوراه طبعا، كانت بحسب ما تفيد به "مكتبة الملك فهد الوطنية" بعنوان "دور الأمن الفكري في الوقاية من الإرهاب: دراسة تطبيقية في الجمهورية اليمنية"، وبرقم تسجيلة هو: 529004، قسم العلوم الشرطية ،كلية الدراسات العليا ،جامعة نايف العربية، وإشراف علي بن فايز الجحني. 
وبحسب هذه الدراسة المشبعة بحرص البراشي على الوقاية من الإرهاب، فإن جماعة أنصار الله التي يتقرب إليها البراشي الآن بمثل هذه الأفكار النيرة كانت في نظره داخلة ضمن عنوان "الإرهاب" الذي يجب تفعيل دور الوعي الأمني للوقاية منه. لكن هذا كان زمان، أيام كانت الجماعة ما تزال في مران. أما الآن فقد أصبحت هي الحاكمة مثلما أن البراشي قد أصبح بدوره من المؤمنين الخلص الذين يحرصون على تنويرها بمثل هذه الأفكار التي تنقصها لكي تتجاوز جماعة طالبان سابقا في أفغانستان وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية سابقا أيضا.

شارك الخبر: